Advertise with us - Invent Zone AIO Blog
-

8:31 م

Software and Web Developer
22 نصيحة “يجب” تطبيقها عند قراءة الكتب | ريادة

22 نصيحة “يجب” تطبيقها عند قراءة الكتب | ريادة


شكاوى كثيرة من الطلاب تتعلَّق بعدم القدرة على الاستفادة من الكتب التي يقرؤونها. عادة، بعد انتهاءهم من قراءة كتاب، يجدون أنفسهم لم يحصلوا على شيء. وبالتالي يذهب العلم النفيس الموجود في الكتاب بعيدًا عنهم، مولِّيًا لهم ظهره.

كل من يعاني من تلك المشكلات المُشار إليها، أودّ أن أشارك معكم القليل حول نصائح ناجحة يجب تطبيقها عند قراءة الكتب . لا سيما الكتب النافعة مثل كتب العلم الشرعي، وكل ما هو نافع للمرء في الدنيا والآخرة. وأعدكم أن القراءة بعد تطبيق تلك النصائح ستصبح أكثر متعة، وفائدة.

 أنواع قراءة الكتب

قبل البدء في التعرّض لنصائح القراءة، من الجميل أن نعرف قبلها أنواع القراءة لأي كتاب. حيث اتَّضَح أن هناك نماذج مختلفة. يقول الشيخ عبد العزيز بن عبد الله السدحان، هناك ثلاثة أنواع من القراءة:
  1. قراءة دراسيَّة
  2. قراءة ترويحيَّة
  3. قراءة استطلاعيَّة
والنوع الأول هو المطلوب، وذلك بأن يقرأ الإنسان بتمعّن وتأمّل وتفهّم، أما القراءة الترويحية فهي من باب الاستمتاع. ويمكن القيام بها من خلال مطالعة كتب الأدب أو قصص أهل العلم كما نصح بذلك سلفنا.

والنوع الثانى ينبغي لطالب العلم أن يكون عنده نوعٌ من الترويح، فيقرأ في بعض كتب الأدب والشِّعر من باب الترويح.

أمَّا النوع الثالث من القراءة، فهي القراءة الاستطلاعية، وهي القراءة بسرعة لتعرف ما في الكتاب ومضمونه ومؤلَّفه بصفةٍ إجمالية.
نصائح ناجحة في قراءة الكتب

بعد أن شاهدنا المقدمة أعلاه، وصلنا الآن إلى جوهر هذا المقال، وهو مناقشة حول 22 نصيحة ناجحة يجب تطبيقها عند قراءة الكتب:

أولًا: اختيار وقتًا خاصًّا من أجل قراءة الكتب

فكما خصَّصت وقتًا للحفظ فاحرص على أن يكون للقراءة وقت محدَّد، ولا تزاحمه شيء آخر، ومن تعذّر بالأشغال فإن هناك من هو أكثر منك أشغالًا وأكثر منك قراءة؛ والسبب في هذا – بعد توفيق الله – هو ترتيب الوقت.

فأوصيك يا طالب العلم أن يكون وقت العلم عندك هو الأصل، وما سواه عَرَض، فإنك إذا رتبت وقتًا لك لحضور درس أو لقراءة كتاب أو لحفظ متن.. جعلت له وقتًا معيَّنًا فقال لك قائل: يا فلان نذهب إلى كذا.. فلا يكون ترك الدرس عل حساب الذهاب، بل يكون ترك الذهاب عل حساب الدرس إلّا ما لا بدَّ منه، فأنت أدرى بنفسك.

ثانيًا: اختيار المكان المناسب للقراءة

فتهيئة مكان للقراءة لا يُشغَل فيه الذهن بغير القراءة والفهم مهمٌّ للغاية؛ لأنه كلما كان الإنسان مهيَّئًا في وقته ونفسيّته كان أكثر استيعابًا لِمَا يقرأ؛ لأن بعض الناس يقرأ ويتجاوز صفحتين أو ثلاث صفحات ويرى أن ما استفاد من قراءته شيئًا، بسبب ما يشوِّش عليه أو لضعف فهمه في البدء.

فأنصحك يا طالب العلم بعد أن تُهيِّئ لنفسك مكانًا مناسبًا، ثم تبدأ في القراءة صفحة أو صفحتين أو ثلاثًا، ولم تستوعب.. فثوقف عن القراءة ثمَّ حاول أن تسترجع معلومات الصفحات السابقة وتقول لنفسك: استفدت كذا وكذا.. ثمَّ ترحل.. وهكذا هذا يكون كالإبرة تخيط الشقوق فتجمع ما تفرق من الذهن.

ثالثًا: الاستشارة قبل اختيار الكتاب الذي سيُقرأ

قد تقرأ كتابًا في فن معيَّن ويوجد كتاب أخصر منه وأسهل من حيث الأسلوب وأجمع من حيث الفائدة، لكن لعدم استشاراتك من هو أعلم منك تُنفق وقتًا كثيرًا ولا تحصِّل إلّا قليلًا.
مثلًا: أردت أن تقرأ شرحًا لـ “الأربعين النووية” أو لـ “بلوغ المرام” أو “منهاج السالكين”.. فإذا لم يكن عندك معرفة عن طبيعة مناهج الشُرّاح فلا بدّ أن تسأل مشايخك الكبار عن افضل الكتب قراءة ثمَّ طلبة العلم الكبار عن اهم الكتب قراءة حتى يرشدوك إلى شرح يكون منطلقًا لك.. إلى أن تتزوّد وتقرأ أكثر وأكثر.

22,نصيحة,يجب,تطبيقها,عند,قراءة,الكتب

رابعًا: اختيار أجود الطبعات عند قراءة الكتب

قبل أن تقرأ كتابًا استشر مشايخك ثمَّ طلبة العلم في اختيار الطبعة المناسبة، فقد يكون للكتاب طبعاتٌ كثيرة لكنها مختلفة، فبعضها مليءٌ بالأغلاط والتداخلات، لكن طالب العلم إذا استشار وسأل فإنه يستفيد كثيرًا ويختصر ما قد يضيع من وقته عند عدم استشارته.

وهناك كتب وبحوث تبيِّن أمثلة كثيرة من الأخطاء الفاحشة في بعض الطبعات، وتجد من ذلك أن بعض طلبة العلم يقرأ في هذه الطبعات دون استشارة فينقل معلومات خاطئة!

ومن لطيف القول في هذا المقام أني كنت أقرأ في كتاب “ميزان الاعتدال” للإمام الذهبي، وفي أثناء قراءتي في ترجمة الإمام الدولابي رحمه الله جاءت عبارة في هذا نصها: “تكلموا فيه لما تبيّن من أمره الأخير”، وهذه العبارة هي جواب من الإمام الدارقطني لسؤال السهمي عن الدولابي، ومعنى ذلك: أنّ أمرًا حصل أخيرًا للدولابي، فأخذت أبحث عن هذا الأمر الأخير هل هو في الاختلاط؟ أو الاعتقاد؟ فرجعت إلى كتاب “سؤالات السهمي” للدارقطني فإذا العبارة: “تكلموا فيه، ما تبيَّن من أمره إلّا خير”.

فلاحظ الاستثناء في طبعة “ميزان الاعتدال” جمعوها فصارت “الأخير”! فاختل المعنى رأسًا على عقب، فالعبارة في طبعة “سؤالات السهمي” تزكيه له، بينما ما في طبعة “ميزان الاعتدال” فيه توهين له.

فاستشر يا طالب العلم قبل أن تقرأ.

خامسًا: بدء قراءة الكتب القصيرة

بعض الشباب الصغار يكونون متحمِّسين في أوَّل أمرهم، وهذا أمرٌ محمود، لكنهم يبدؤون بمطالعة الكتب والقراءة دون استشارة للعلماء أو طلبة العلم، ومع تقادُم الأيام يبدأ الملل والضعف ينتابُهم، حتى يُصابوا بنوعٍ من الفتور، وما يزال ذلك بهم حتى يرغبوا عن سبيل الطلب!

لذلك، ابدأ من الكتب الأساسية وفي وقتٍ مبكّر. وتدرّج فيها إلى الكتب التي تليها، الأكثر بحثًا ومناقشة وتفصيلًا. واعلم أن طريق العلم طويل. ولن تنال العلم النبيل وشرفه من خلال المنح، وإنما الجدية في الطلب والمرحلية. ولهذا قالوا “من أراده عجلا تركه عجلا” أي من أراد أخذ العلم جملة واحدة، ذهب عنه العلم جملة واحدة، وكذلك قالوا “ومن لم يتقن الأصول حُرِمَ الوصول”.

سادسًا: عند القراءة .. المقدمة أولًا

لابد من العناية بما كُتِبَ حول الكتاب الذي تريد قراءته. مثلًا لو أردت أن تقرأ شرح ابن رجب رحمه الله على كتاب النووي “الأربعين النووية”، أو تريد أن تقرأ شرح الصنعاني رحمه الله “سُبُل السَّلام” على كتاب “بلوغ المرام”؛ فاحرص على أن تقرأ عن كتاب “سبل السلام وعن منهج المؤلف ومصطلحاته وطريقته، وكذا ترجمة المؤلف. هذه الأمور وأمثالها تعطيك إحاطةً ومحبةً وفهمًا لمنهج المؤلف، وتنير لك الدرب أثناء القراءة، بخلاف ما لو قرأته وأنت لا تعرف عنه شيئًا، فقد تأتيك مصطلحات في الكتاب فتخطئ في تفسيرها أو تقيسها على غيرها فيكون القياس غير مُطابق.

فمثلا رمز “ق” في “تقريب التهذيب” لابن حجَر يختلف عن رمز “ق” في “الجامع الصغير” للسيوطي؛ ففي “تقريب التهذيب” يُشير إلى ابن ماجه القزويني، بينما في “الجامع الصغير” يشير إلى قولهم: “متفق عليه”.

وكلمة “متفق عليه” في “منتقى الأخبار” لمجد الدِّين ابن تيمية تعني: الإمام أحمد والبخاري ومسلمًا، بينما عند غيره تعني: البخاري ومسلمًا فقط.

وهذا مثال على تغاير معاني الرموز، فكيف بتغاير مناهج الشرَّاح ومصطلحاتهم في أحكامهم؟

سابعًا: قراءة الكتب ذات أخصر الشروح

إذا كان المقروء مشروحًا، وكان له عدة شروح فعليك باختيار أخصرها، وعليك بمشاورة علمائك أو كبار طلبة العلم.

وأوصي نفسي وطالب العلم أن يبدأ بالمختصرات، سواء في المتون أو في الشروح، وسيرى أنه يزداد تحصيلًا وإحاطةً بالمتن والشرح المختصر.
قراءة الكتب

فمثلًا: إذا كنت تريد أن تقرأ “كتاب التوحيد” فهناك شروح وحواش كثيرة، كـ “فتح المجيد” و”تيسير العزيز الحميد”، وكذا شروح الشيخ ابن عثيمين والفوزان، وكذا حواش أخصر مما قبلها. فلو بدأت مثلًا بحاشية الشيخ ابن القاسم ثمَّ انطلقت وتوسعت في الشروح: الأصغر ثم الأكبر، لكان ذلك أجمع للفائدة في ذهنك.

22,نصيحة,يجب,تطبيقها,عند,قراءة,الكتب

ثامنًا: وقت قراءة الكتب .. قم بتقسيم القراءة ولا تقرأ جزافًا

إذا كان الكتاب المقروء في مبحث معيَّن فحاول أن تقسم ذلك على الأسطر، أو على المواضيع.

فمثلًا: لو كان موضوع الكتاب عن الصلاة، فاجعل قسمًا من تكبيرة الإحرام إلى السجود مبحثًا مستقلًّا، ثمَّ من السجود إلى التشهد الأخير مبحثًا مستقلًّا، وهلمَّ جرَّا.

أو قسِّم الكتاب بحسب عدد الأسطر، أو بحسب تكامل الوحدة الموضوعية، أو بحسب الصفحات. والمهمّ أنك لا تقرأ جزافًا؛ لأنك ستفقد كثيرًا من قراءتك، لكن مع التقسيم والترتيب يسهل التحصيل.

تاسعًا: كتابة وتوثيق تاريخ بدء ونهاية قراءة الكتب

تكتب في بداية الكتاب – مثلًا كتاب الفوائد لابن القيم -: بدأت بقراءة الكتاب في يوم كذا – اكتب التاريخ، أي اليوم والشهر والسنة “الهجري” -، وإذا أنهيت قراءته كتبت في آخره: أنهيت القراءة في يوم كذا – نفس الأمر -.

ما الهدف وراء ذلك؟
أولًا، فهذا صنيع بعض أهل العلم.
ثانيًا، أنّ هذا أدعى للهمَّة وأقوى للعزيمة. فإذا مرَّت حقبة زمنية على البدء ثم رأيت تاريخ البدء وتاريخ الختم زادك ذلك همة ونشاطًا، وأيضًا لو كان الوقت بين البدء والختم أكثر ممَّا يحتاجه الكتاب وعلمت أنّ ذلك طال بسبب عدم ترتيب وقتك، فإنّ ذلك يعينك على شدة المحافظة على الوقت وعدم التفريط فيه.

عاشرًا: احذر من التعجّل في قراءة الكتب بقصد الختم

قد تقرأ كتابًا ويبقى منه ورقة أو ورقتان، فلا تعجل حذرًا من بقائها إلى الغد، وبخاصة إذا كان موضوع البحث فيها يحتاج إلى تأمُّل، فعليك بالترفّق حتى تقرأ وتتمعّن لتفهم وتستفيد، فلا تحرم نفسك بسبب التعجّل، فربما يكون في الورقتين فوائد كثيرة قد تعدل ما سواها.

حادي عشر: إياك والتشعب في أثناء قراءة الكتب

في أثناء القراءة قد ترد كلمة غير مفهومة، وهذه الكلمة على قسمين:
  • إن كان فهم الجملة يتوقف على فهمها فابحث عن معناها هي وحدها وركِّز على ذلك.
  • إذا كانت الكلمة التي مرَّت عليك لا تؤثر في الفهم فتجاوَزْها وَضَعْ تحتها خطًّا لترجع إليها بعدما تفرغ من القراءة.
والمراد بالتشعب هنا: أنّ بعض طلبة العلم إذا أراد الرجوع إلى تلك الكلمة – التي يقف فهم الجملة على معناها – فإنه أثناء رجوعه إلى كتب اللغة قد يمرّ في أثناء بحثه بفوائد كثيرة، فيقوم بالاشتغال بقراءة تلك الفوائد والتنقل من ورقة إلى ورقة حتى ينصرف عن البحث الذي هو الأصل في قراءته، ولعل التصرُّف الأفضل في مثل هذا أن يبحث عن معنى الكلمة التي يريد، فإذا وجد مراده وأكمل قراءته الأصلية رجع بعد ذلك إلى تلك الفوائد التي صادفها في أثناء بحثه عن مراده، ويكون ذلك بتقييد أرقام تلك الفوائد عند مروره عليها، ثمَّ بعد فراغه من بحثه الأصلي يعود إلى أرقام تلك الصفحات فيقرأ تلك الفوائد بتمعّن.

وهذا مثال واحد يقاس عليه غيره مما شابه، فلو أراد الرجوع مثلًا إلى التأكّد من صحَّة حديث مرَّ عليه في أثناء قراءته فعليه – عند الرجوع إلى مصادر البحث عن الحديث – ألَّا يشتغل بما يمرُّ عليه من المسائل العلمية المتنوِّعة.

22,نصيحة,يجب,تطبيقها,عند,قراءة,الكتب

ثاني عشر: تقييد الفوائد النفيسة عند قراءة الكتب

فإذا كنت تقرأ في كتابٍ؛ فليكُن قلمك مُصاحبًا لك لا ينفكّ عن أصابعك، فإذا مررت بفائدة نفيسة – وكلّ الفوائد نفيسة لكن الفوائد تتفاوت – فقيِّد تلك الفائدة في غلاف الكتاب، أو في دفترٍ مُستقلّ؛ حتى تعود إليها عند الحاجة.

ثالث عشر: لخَّص الفوائد المُجَمَّعَة وبوّبها وفقًا للفصل/للباب الذي وجدتها فيه

عند تقييد الفوائد إمَّا في غلاف الكتاب، أو في الهوامش، أو في دفتر خارجي، فمن الأفضل أن تقوم بتجميعها. ثم إذا جمعتها، يمكنك تقسيمها إلى أبواب حسب تصنيفها. على سبيل المثال تجمع فوائد العقيدة في دفتر العقيدة الخاص بك، والفوائد الفقهيّة في الفقه، والتاريخية في قسم التاريخ…إلخ.

المهم كُن حريصًا على عدم فقدان أيِّ فائدة، وإذا فقدت فائدة ولم تقيِّدها؛ فابحث عنها كما تبحث عن الضالة حتى تجدها.

ثم إذا جمَّعت الفوائد، فقسّمها إلى أبواب: مثال: عقدية، أصولية، فقهية، تاريخية، علمية، تقنية، ريادية، … إلخ، وثق تمام الثقة – بعد فضل الله تعالى – أنَّك إذا قرأت كتابين أو ثلاثة أو عشرة ثمَّ قيَّدت ما مرَّ بك من الفوائد أولًا، ثم رتبت تلك الفوائد حسب موضوعها، وجعلت لكلِّ نوع من الفوائد دفترًا مُستقلًّا تَذْكُرُ فيه الفائدة النفيسة ومرجعها؛ تلك الساعة إذا أعدت النظر فيها، أو أردت إلقاء مُحاضرة، أو كتابة بحث، أو مُناقشة؛ ستجد أنّ عندك خيرًا كثيرًا.

رابع عشر: عند قراءة الكتب .. اختر الكتب الداعمة الأساسية في كلِّ فن

على سبيل المثال، في علم النحو، حدد ألفية ابن مالك شرح ابن عقيل، وفي علم العقيدة كتاب التوحيد، وهكذا. ولا تنس تطبيق النصيحة 11 و12 أعلاه

خامس عشر: قراءة الكتب المتعلقة بالعبادات الموسمية في موسمها

فمثلًا في موسم الأمطار، عليك بقراءة الكتب التي تتحدث عن الأحكام الشرعية المتعلقة بالمطر. وخلال موسم الحج، عليك بقراءة كتب فقه الحج. ووقت موسم الصيام، اقرأ كتابًا عن فقه الصيام. وفي وقت الأعياد؛ اقرأ كتبًا عن الأضحية وفضلها وكيفيتها، … إلخ.

وعليك البدء بالمختصرات، ثمَّ المتوسط، ثمَّ المُطَوَّل منها.

وهذا مفيد جدًا ومُجَّرب من حيث تحصيل الخير وتثبيت العلم، خاصة في وقت العبادات؛ لأنه يشعرك بلذَّةِ العبادة؛ لأنك تعمل على عِلْمٍ وبصيرة.

22,نصيحة,يجب,تطبيقها,عند,قراءة,الكتب

سادس عشر: طريقة المقارنة والمفارقة

مثال عام: قرأت كتابًا له شروحًا عدة، اختر أشهرهم وأجمعهم – يمكنك البحث عن ذلك -، ثم ابدأ بقراءة كلام الشارح على النقطة الأولى/القسم الأول/الحديث الأول، ثم اقرأ الشروح بعدها على نفس النقطة/القِسم/الحديث، ثم انتقل إلى النقطة الثانية/القِسم الثاني/الحديث الثاني. ثم دوِّن الفوائد النفيسة التي لم تُذكر في الشرح الأصل في موضعها المناسب في كتاب الشرح الأصل، وهكذا في كلِّ شرح تقرؤه؛ فسترى من خلال ذلك أنك تمكَّنت من اقتناص الفوائد التي ينفرد بها كلُّ شرح عن الشرح الأصل.

هذه هي طريقة المقارنة والمفارقة، وهي أنه إذا كان للكتاب مجموعة من الشروح؛ فابدأ بالشرح الذي قد يكون أكثرها جمعًا، واجعله أصلًا. وبذلك يحصل تمام النفع بهذه الطريقة بأعمال المقارنة والمُفاضلة على الترتيب.

سابع عشر: قراءة الكتب التي تحتوي على سؤال وجواب “الفتاوى على سبيل المثال”

في هذا المبحث أدلكم على طريقة وجدتها من أحسن الطرق، وقد طبقتها مع بعض الفضلاء؛ فنفع الله القائل ومن معه، وهذا المبحث ينطبق مع قول البخاري – رحمه الله -: “باب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم”.

وأنا أقول هنا: طرح الأخ المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم.

خذ كتابًا من كتب السؤال والجواب، على سبيل المثال كتابًا من كتب الفتاوى، ويحسن ذلك على وجه الخصوص في أوقات العبادات الموسمية بأن تأخذ كتابًا في العبادة نفسها، وبعد اختيار الكتاب، اتفق مع أخ أو إخوة لك على أن يكون بينكم مُدارسة في هذا الكتاب، فيقوم أحدكم بقراءة السؤال من الكتاب، ثمَّ يبدأ الحاضرون في الجواب بحسب ما يظهر لهم، وإذا اختلف جواب أحدهم عن الآخر يقول كلُّ واحد منهما بالتعليل لجوابه والرَّدّ على جواب أخيه، وليس هذا من القول على الله تعالى بلا علم، بل هو من باب المُدارسة، وعندها سيكون الجميع متشوِّقين إلى سماع الإجابة بتلهُّف لمعرفة خطئهم من صوابهم، وهذا التلهف والتشوّق يزيد من رسوخ الفائدة في الذهن، ثمَّ يطرح القارئ سؤالًا آخرَ، وهكذا.

وإذا جاء الاجتماع طرحت الأسئلة السابقة عليهم، وبعد استذكار الإجابة، يبدأ في طرح أسئلة جديدة.

ثامن عشر: إيَّاك والتنقل من كتابٍ إلى آخر

كثرة التنقل بين الكتب بلا ضوابط؛ تُتعب الذهن، وتُشتِّت الفائدة. نعم هناك كتب مطوَّلة تحتاج إلى أشهُر وسنوات فهذه يكون لها وقت معيَّ، لكن إذا رتّبت وقتًا محدَّدًا لكتاب معيَّن؛ فلا تزاحمه بكتابٍ آخر.

رتِّب وقتك وحاول أن تقلِّل من الكتب المقروءة في يومك أو أسبوعك؛ وذلك لأنك إذا نظمت وقتك ورتّبت ثواني حياتك وجعلت الكتب في أول الأمر قليلة – ككتابين أو ثلاثة، أو حتى قراءة كتاب أو كتابين في أسبوع واحد -؛ ستجد أنّ هناك شوقًا يدفعك إلى التزوُّد، وهذا يكون – بعد توفيق الله – منوطًا بترتيب وقتك، بخلاف ما لو أكثرت الكتب على نفسك وأكثرت التنقل بينها.

تاسع عشر: قراءة الكتب بطريقة “قراءة العرض”

فمن أجلّ وأنفع الأشياء قراءةً: عرض المطوَّلات، مثلًا تقرأ “صحيح البخاري” أو “سير أعلام النبلاء” قراءةَ عرض، وحبَّذا أن يكون معك أخٌ أو أكثر، ثمَّ يقرأ كلٌّ منكم مجموعةً من الأوراق حسب تقسيم معيَّن بينكم، أو حسب أبواب الكتاب ومباحثه.

ومن فوائد هذه القراءة الجماعية الاستمرار والرَّغبة في الاجتماع للفائدة، وقراءة كثير من الكتب.
22,نصيحة,يجب,تطبيقها,عند,قراءة,الكتب

عشرون: الترويح عن النفس بقراءة بعض كتب الأدب

وذلك بالقراءة في بعض الكتب التي تتنوَّع في مادَّتها العلمية، ما بين آدابٍ وأشعار وقصص فيها نوع من الطرافة والدُّعابة؛ ففي ذلك طردٌ لما قد يَعتَرِي النفس من السآمة والملل، كما أنّ في ذلك زيادةً في التوسّع المعرفي. مثال: قراءة كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي، أو ديوان أبو العتاهية، إلخ.

حادي وعشرون: إذا حصلت على كتاب جديد فحاول قبل أن تضعه في المكتبة أن تقرأ بعناية العنوان، واسم المؤلف، والفهرس، والمقدمة

وهذه تُدعَى “قراءة استطلاعية” لتعرف الكتاب معرفة إجمالية، فتقول مثلًا: جاءني كتاب اليوم هو شرح لحديث “خيركم من تعلم القرآن وعلّمه، والشارح في القرن الرابع الهجري، والكتاب حققه فلان؛ فيكون عندك خلفية تكون – إن شاء الله تعالى – من الروافد المُساندة لقراءته لاحقًا.

ثاني وعشرون: بعض الناس عنده طاقة ولكنها مُسَخَّرة في غير موضعها

أعرف بعض الشبيبة عنده حافظة وقدرة على الحفظ، لكن لم يستغلّها استغلالًا مفيدًا، بل سخّرها في كثيرٍ ممَّا لا ينفعه، فتجده يحفظ مئات الأشعار والنوادر والفكاهات، بينما تراه كثير الأخطاء عند قراءة قصار السُّوَر! ناهيك عن أواسط السور، وكذلك لا يحفظ شيئًا من أذكار الصباح والمساء والمنام.. وهذا تفريطٌ منه، ومن أعظم أسباب ذلك التفريط اشتغاله بمفضولٍ عن فاضل.

ومن لطيف ما يذكر في هذا المقام ما أخرجه الخطيب البغدادي في كتابه “شرف أصحاب الحديث” بعد أن ساق إسناده إلى عثام بن علي، قال: سمعت الأعمش يقول: “إذا رأيتم الشيخ لم يقرأ القرآن ولم يكتب الحديث؛ فاصفع له؛ فإنه من شيوخ القمر!”.

قال أبو صالح: قلت لأبي جعفر: “ما شيوخ القمر؟”. قال: “شيوخٌ دَهْريُّون يجتمعون في ليالي القمر يتذاكرون أيام الناس، ولا يُحسن أحدُهم أن يتوضّأ للصلاة!”. [شرف أصحاب الحديث: صـ 67-68]

ولهذا نجد مَن أكثرَ مِن سماع القصائد لطلب صلاح قلبه؛ تنقُص رغبته في سماع القرآن حتى ربما يكرهه، كما قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم الحرَّاني – رحمه الله -. [اقتضاء الصراط المستقيم بتعليق الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: صـ 307]

وهذا مُشاهَد؛ ألا ترون بعض الناس يقرأ الجرائد مرَّةً ومرتين، ويقرأ مجلّات ولا يملّ ساعة وساعتين، ولو أخذ المصحف وقرأ فيه دقائق ضجر من ذلك! وهذه مصيبة ومأساة، فحاول أن تعوِّدَ نفسك على قراءة الكتب وغيرها مما ينفعك. نتمنَّى لك التوفيق.

وبالله التوفيق والهداية.


النصائح التي وصفناها هي فوائد حصلنا عليها بتصرّف من كتاب الشيخ محمد بن عبد الله عبد العزيز السدحان، بعنوان: كيف تحفظ؟ كيف تقرأ؟ كيف تفهم؟ نشرته الدار الأثرية، مصر.


المصدر: ريادة

قراءة الكتب كيفية قراءة الكتب منهجية قراءة الكتب 22 نصيحة “يجب” تطبيقها عند قراءة الكتب | ريادة
هل واجهتك مشكلة أثناء تصفح موقعنا؟ لذلك، لا تتردد في طلب المساعدة من خلال الدعم الفني
نحن لا نمانع فى نقل أو اقتباس موضوع من موضوعاتنا ولاكن نرجوا ان ترفق الموضوع برابط المصدر متبوع بأسم و رابط المدونة.
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode
Invent Zone AIO Blog

إرسال تعليق

يسعدنا دائماً تلقى تعليقاتكم وأستفساراتكم, لكن تذكر أن الله عليك رقيب. إطمئن، لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني أو اى بيانات خاصة بك.

مواقع تستحق المشاهدة

يتم التشغيل بواسطة Blogger.